الكلمة السابعة والأربعون
غزوة الطائف (٢)
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وبعد ..
فاستكمالًا للحديث عن غزوة الطائف، روى مسلم في صحيحه من حديث أنس - رضي الله عنه - أن رجلًا سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأمر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشاءٍ بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: أي قوم أسلموا، فوالله إن محمدًا ليعطي عطاء من لا يخاف الفقر.
قال أنس - رضي الله عنه -: «إن كان الرجل ليسلم ما يريد إلا الدنيا، فما يُسلم حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها»(١).
ولما انتهت هذه الغزوة العظيمة، نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صفوان بن أمية، وقال له: «إِنَّا قَدْ فَقَدْنَا مِنْ أَدْرَاعِكَ أَدْرَاعًا(٢)، فَهَلْ نَغْرَمُ(٣) لَكَ؟»، قال: لا يا رسول الله، لأن في قلبي اليوم ما لم يكن يومئذ(٤).
«لا تُوطَأُ الحُبْلَى(٥) حَتَّى تَضَعَ»:
ولما فرق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - السبايا، نادى مناديه: «لا تُوطَأُ الحُبْلَى حَتَّى تَضَعَ، وَلَا غَيْرُ ذَاتِ حَمْلٍ حَتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً»(٦).
روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم حنين، بعث جيشًا إلى أوطاس، فلقوا عدوًا، فقاتلوهم، فظهروا عليهم، وأصابوا لهم سبايا، فكأن ناسًا من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحرجوا من غشيانهم من أجل أزواجهن من المشركين، فأنزل الله تعالى في ذلك: {وَالْمُحْصَنَاتُ(٧) مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} [النساء:٢٤]، أي فهن لكم حلال إذا انقضت(٨) عدتهن(٩).
شأن ذي الخويصرة التميمي:
ثم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجل، هو ذو الخويصرة التميمي، واسمه حُرقُوصُ(١٠) بن زهير السعدي، يعترض على قسمة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله - عز وجل - قال: أتى رجل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة، منصرفه من حنين، وفي ثوب بلال فضة، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبض منها، يعطي الناس، فقال: يا محمد! اعدل.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «وَيْلَكَ! وَمَنْ يَعْدِلُ إِذَا لَمْ أَكُنْ أَعْدِلْ؟ لَقَدْ خِبْتُ وَخَسِرْتُ إِنْ لَمْ أَكُنْ أَعْدِلْ».
فقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: دعني يا رسول الله دعني فأقتل هذا المنافق، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ تَتَحَدَّثَ النَّاسُ أَنِّي أَقْتُلُ أَصْحَابِي، إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْهُ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ»(١١).
وفي رواية أخرى في مسند الإمام أحمد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لَا، دَعُوهُ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهُ شِيعَةٌ(١٢) يَتَعَمَّقُونَ(١٣) فِي الدِّينِ حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهُ كَمَا يَخْرُجُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ(١٤)، يَنْظُرُ فِي النَّصْلِ(١٥) فَلا يَجِدُ شَيْئًا، ثُمَّ فِي الْقَدَحِ(١٦) فَلا يُوجَدُ شَيْءٌ، ثُمَّ فِي الفَوْقِ(١٧) فَلا يُوجَدُ شَيْءٌ، سَبَقَ الْفَرْثَ(١٨) وَالدَّمَ»(١٩).
عَتْبُ الأنصار وخطبة رسول اللَّه - صلى الله عليه وسلم - فيهم:
أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كل الناس من الغنائم إلا الأنصار - رضي الله عنهم - أجمعين، فوجدوا(٢٠) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أنفسهم، وقال أحداثهم(٢١): يغفر الله لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -! يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم(٢٢).
وفي رواية أخرى قالوا: إذا كانت الشدة فنحن نُدعى، وتُعطى الغنائم غيرنا(٢٣)، وكثرت فيهم القالة حتى قال قائلهم: لقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قومه(٢٤).
فانطلق سعد بن عبادة - رضي الله عنه - سيد الأنصار، فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فدخل عليه، وقال: يا رسول الله! إن هذا الحي من الأنصار قد وجدوا عليك في أنفسهم لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، فقسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظامًا في قبائل العرب، ولم يك في هذا الحي من الأنصار منها شيء.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ ذَلِكَ يَا سَعْدُ؟». قال: يا رسول الله! ما أنا إلا امرؤ من قومي(٢٥).
فقال رسول الله: «فَاجْمَعْ لِي قَوْمَكَ» فخرج سعد، فجمع الأنصار في قبة من أدم، فلما اجتمعوا أتاه سعد، فقال: يا رسول الله! قد اجتمع لك هذا الحي من الأنصار.
فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحمد الله، وأثنى عليه بالذي هو له أهل، ثم قال: «يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِي عَنْكُمْ، وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِي أَنْفُسِكُمْ، أَلَمْ آتِكُمْ ضُلَّالًا فَهَدَاكُمُ اللَّهُ؟ وَمُتَفَرِّقِينَ فَأَلَّفَكُمُ اللَّهُ بِي؟ وَعَالَةً(٢٦) فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ بِي؟»، قالوا: بل الله ورسوله أَمَنُّ وأفضل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَلَا تُجِيبُونِي يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ؟»، قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله؟ ولله ولرسوله المن والفضل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَمَا وَاللَّهِ لَوْ شِئْتُمْ لَقُلْتُمْ، وَلَصَدَقْتُمْ، وَصُدِّقْتُمْ، أَتَيْتَنَا مُكَذَّبًا فَصَدَّقْنَاكَ، وَمَخْذُولًا فَنَصَرْنَاكَ، وَطَرِيدًا فَآوَيْنَاكَ، وَعَائِلا فَأَغْنَيْنَاكَ»، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: «أَوَجَدْتُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ فِي لُعَاعَةٍ(٢٧) مِنَ الدُّنْيَا تَأَلَّفْتُ بِهَا أَقْوَامًا لِيُسْلِمُوا، وَوَكَّلْتُكُمْ إِلَى إِسْلَامِكُمْ؟ أَفَلَا تَرْضَوْنَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ، وَتَرْجِعُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ إِلَى رِحَالِكُمْ؟ فَوَالذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَوْلَا الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنَ الأَنْصَارِ وَلَوْ سَلَكَ النَّاسُ شِعْبًا، وَسَلَكَتِ الأَنْصَارُ شِعْبًا لَسَلَكْتُ شِعْبَ الأَنْصَارِ، الأَنْصَارُ شِعَارٌ(٢٨)، وَالنَّاسُ دِثَارٌ(٢٩)، اللَّهُمَّ ارحَمِ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ الأَنْصَارِ، وَأَبْنَاءَ أَبْنَاءِ الأَنْصَارِ»، فبكى الأنصار - رضي الله عنهم - حتى أخضلوا(٣٠) لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قسمًا وحظًا(٣١).
ترتيب عجيب:
قال الحافظ في الفتح: وقد رتب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما من الله عليهم على يده من النعم ترتيبًا بالغًا، فبدأ بنعمة الإيمان التي لا يوازيها شيء من أمر الدنيا، وثنى بنعمة الألفة، وهي أعظم من نعمة المال؛ لأن الأموال تُبذل في تحصيلها، وقد لا تُحصل، وقد كانت الأنصار قبل الهجرة في غاية التنافر والتقاطع، فزال ذلك كله بالإسلام كما قال الله تعالى: {لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} [الأنفال:٦٣](٣٢).
نذر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -:
أخرج الشيخان في صحيحيهما عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - سأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بالجعرانة، بعد أن رجع من الطائف(٣٣)، فقال: يا رسول الله! إني نذرت في الجاهلية(٣٤) أن أعتكف يومًا في المسجد الحرام، فكيف ترى؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «اذْهَبْ فَاعْتَكِفْ يَوْمًا».
وقال: وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أعطاه جارية(٣٥) من الخُمس، فلما أعتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبايا الناس، سمع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أصواتهم يقولون: أعتقنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فقال عمر - رضي الله عنه -: ما هذا؟ قالوا: أعتق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سبايا الناس، فقال عمر: يا عبد الله! اذهب إلى تلك الجارية فخل سبيلها(٣٦).
قدوم وفد هوازن:
وبعد أن قُسمت الغنائم قدم وفد هوازن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكانوا أربعة عشر رجلًا، ورأسهم: زهير بن صرد، فبايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على الإسلام، ثم قالوا: يا رسول الله! إنا أصلٌ وعشيرة، فمُن علينا، مَنَّ الله عليك، فإنه قد نزل بنا من البلاء ما لا يخفى عليك، وقال زهير بن صرد، أحد بني سعد بن بكر(٣٧): يا رسول الله، إنما في الحظائر(٣٨) عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كن يكفلنك، ولو أنا مَلحْنَا(٣٩) الحارث بن أبي شمر(٤٠)، أو للنعمان بن المنذر(٤١)، ثم نزل منا بمثل الذي نزلت به، رجونا عطفه وعائدته(٤٢) علينا، وأنت خير المكفولين، ثم سألوه أن يرد إليهم أموالهم وسبيهم.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «مَعِي مَنْ تَرَوْنَ، وَأَحَبُّ الْحَدِيثِ إِلَيَّ أَصْدَقُهُ، فَاخْتَارُوا إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ: إِمَّا السَّبْيُ، وَإِمَّا الْمَالُ، وَقَدْ كُنْتُ اسْتَأْنَيْتُ بِكُمْ».
وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنظرهم بضع عشرة ليلة حين قفل(٤٣)
من الطائف، فلما تبين لهم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غير راد إليهم إلا إحدى الطائفتين، قالوا: فإنا نختار سبينا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ، فَإِذَا صَلَّيْتُ الظُّهْرَ، فَقُولُوا: إِنَّا نَسْتَشْفع بِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَبِالمُؤْمِنِينَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فِي نِسَائِنَا وَأَبْنَائِنَا».
فلما صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالناس الظهر، قاموا فتكلموا بالذي أمرهم به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين، فأثنى على الله - عز وجل - بما هو أهله، ثم قال: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ إِخْوَانَكُمْ قَدْ جَاءُونَا تَائِبِينَ، وَإِنِّي قَدْ رَأَيْتُ أَنْ أَرُدَّ إِلَيْهِمْ سَبْيَهُمْ»، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أَمَّا مَا كَانَ لِي وَلِبَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَهُوَ لَكُمْ».
وقال المهاجرون: ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال عيينة بن حصن: أما ما كان لي ولبني فزارة، فلا، وقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم، فلا، وقال عباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم، فلا، فقالت الحيان: كذبت، بل هو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، رُدُّوا عَلَيْهِمْ نِسَاءَهُمْ وَأَبْنَاءَهُمْ، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِشَيْءٍ مِنْ الْفَيْءِ، فَلَهُ عَلَيْنَا سِتَّةُ فَرَائِضَ(٤٤)
مِنْ أَوَّلِ شَيْءٍ يُفِيئُهُ اللَّهُ عَلَيْنَا»، فرد الناس على هوازن جميع السبي(٤٥).
إسلام مالك بن عوف النصري:
وقدم بعد ذلك مالك بن عوف رئيس هوازن فأسلم، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل وفد هوازن عن مالك بن عوف: ما فعل؟
فقالوا: هو بالطائف مع ثقيف، فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحبس أهله عند عمتهم أم عبد الله بن أبي أمية بمكة، وقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لوفد هوازن: «أَخْبِرُوا مَالِكًا أَنَّهُ إِنْ أَتَانِي مُسْلِمًا رَدَدْتُ إِلَيْهِ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، وَأَعْطَيْتُهُ مِائَةً مِنَ الإِبِلِ».
فلما أُخبر مالك بذلك، أمر براحلته فهُيئت له، ثم خرج من الطائف ليلًا، حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأدركه بالجعرانة، وقيل: بمكة، فأسلم وحسن إسلامه، فرد عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أهله وماله، وأعطاه مائة من الإبل، ثم استعمله رسول الله على من أسلم من قومه، فكان يقاتل بهم ثقيفًا، لا يخرج لهم سرح(٤٦) إلا أغار عليه حتى ضيق عليهم(٤٧)(٤٨).
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
_________
(١) أخرج ذلك مسلم في صحيحه، كتاب الفضائل، باب ما سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئًا قط فقال «لا» برقم ٢٣١٢.
(٢) كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - استعار من صفوان بن أمية - رضي الله عنه - أدراعًا قبل هذه الغزوة.
(٣) نغرم لك: نتكلف لك بها، انظر لسان العرب (١٠/ ٥٩).
(٤) أخرج ذلك أبو داود في سننه، كتاب البيوع، باب في تضمين العارية برقم ٣٥٦٣، وصححه الشيخ الألباني - رحمه الله - كما في السلسلة الصحيحة برقم ٦٣١.
(٥) الحُبلى: بضم الحاء هي المرأة الحامل، انظر لسان العرب (٣/ ٣١).
(٦) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم ١١٨٢٣، وقال محققوه: حديث صحيح لغيره.
(٧) قال الإمام النووي في شرح مسلم (١٠/ ٣١): المراد بالمحصنات هنا: المتزوجات، ومعناه: والمتزوجات حرام على غير أزواجهن إلا ما ملكتم بالسبي، فإنه ينفسخ نكاح زوجها الكافر، وتحل لكم إذا انقضى استبراؤها.
الاستبراء: اختبار الأمة بحيضة قبل الوطء، وهو طلب البراءة من حمل، ربما يكون معها. انظر جامع الأصول لابن الأثير (٨/ ١١٨).
(٨) قال النووي في شرح مسلم (١٠/ ٣١): المراد بقوله: إذا انقضت عدتهن: أي استبراؤهن، وهي بوضع الحمل عن الحامل، وبحيضة من الحائل، كما جاءت به الأحاديث الصحيحة.
(٩) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب الرضاع، باب جواز وطء المسبية بعد الاستبراء برقم ١٤٥٦.
(١٠) قال الحافظ في الإصابة: حرقوص: بضم الحاء، وسكون الراء، وضم القاف (٢/ ٥٠٤)، وذكره ابن الأثير في أسد الغابة (٢/ ١٤٨).
(١١) أخرجه مسلم في صحيحه برقم ١٠٦٣، والبخاري مختصرًا برقم ٣١٣٨.
(١٢) الشيعة: أي الأنصار، انظر النهاية (٢/ ٤٦٤).
(١٣) المتعمق: المبالغ في الأمر المتشدد فيه، الذي يطلب أقصى غايته. انظر النهاية (٣/ ٢٧١).
(١٤) قال الحافظ في الفتح (٧/ ٣٢٥): شبَّه مروقهم من الدين بالسهم الذي يصيب الصيد، فيدخل فيه، ويخرج منه، ومن شدة سرعة خروجه - لقوة الرامي - لا يعلق من جسد الصيد شيءٌ.
(١٥) النصل: الحديدة التي في السهم والرمح، انظر لسان العرب (١٤/ ١٦٧).
(١٦) القدح: بكسر القاف وسكون الدال: عود السهم قبل أن يراش وينصل. انظر لسان العرب (١١/ ٥١).
(١٧) الفوق: بضم الفاء: وهو موضع الوتر من السهم، انظر النهاية (٣/ ٤٣٢).
(١٨) سبق الفرث والدم: أي مر سريعًا في الرمية، وخرج منها، لم يعلق منها بشيء من فرثها ودمها لسرعته، شبه به خروجهم من الدين، ولم يعلقوا بشيء منه. انظر النهاية (٢/ ٣٠٥).
(١٩) أخرجه الإمام أحمد في مسنده برقم ٧٠٣٨، وقال محققو المسند: صحيح، وهذا إسناده حسن.
(٢٠) وجد: حزن، انظر لسان العرب (١٥/ ٢٢٠).
(٢١) الحدث: هو الشاب، انظر لسان العرب (٣/ ٧٦).
(٢٢) أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم ٤٣٣١، ومسلم في صحيحه برقم ١٠٥٩.
(٢٣) أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم ٤٣٣٧، وأخرجه مسلم في صحيحه برقم ١٠٥٩.
(٢٤) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم ١١٧٣٠، وقال محققوه: إسناده حسن.
(٢٥) أخرج ذلك الإمام أحمد في مسنده برقم ١١٧٣٠، وقال محققوه: إسناده حسن.
(٢٦) العالة: الفقراء، انظر جامع الأصول لابن الأثير (٨/ ٣٩٠).
(٢٧) لعاعة من الدنيا: أي شيء يسير من الدنيا، انظر لسان العرب (١٢/ ٢٩٠).
(٢٨) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٥٢): الشعار: بكسر الشين هو: الثوب الذي يلي الجلد من الجسد.
(٢٩) قال الحافظ في الفتح (٨/ ٥٢): الدثار: بكسر الدال: هو الذي فوق الشعار، وهي استعارة لطيفة لفرط قربهم منه - صلى الله عليه وسلم -، وأراد أيضًا أنهم بطانته وخاصته، وأنهم ألصق به وأقرب إليه من غيرهم.
(٣٠) خضل لحيته: بلها بالدموع. انظر النهاية (٢/ ٤٢).
(٣١) أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم ٤٣٣٠، ومسلم في صحيحه برقم ١٠٥٩، ١٠٦١، وأحمد في مسنده برقم ١٢٠٢١، وابن إسحاق في السيرة (٤/ ١١٣ - ١١٤).
(٣٢) فتح الباري (٨/ ٥٠).
(٣٣) في رواية أخرى في صحيح البخاري برقم ٤٣٢٠: لما قفلنا - أي رجعنا - من حنين.
(٣٤) قال الحافظ في الفتح (١٣/ ٤٤٣): المراد بقول عمر - رضي الله عنه - في الجاهلية: قبل إسلامه؛ لأن جاهلية كل أحد بحسبه، ووهم من قال: الجاهلية في كلامه زمن فترة النبوة، والمراد بها هنا ما قبل بعثة نبينا - صلى الله عليه وسلم -، فإن هذا يتوقف على النقل، وقد تقدم أنه نذر قبل أن يُسلم، وبين البعثة وإسلامه مدة.
(٣٥) في رواية أخرى في مسند الإمام أحمد برقم ٦٤١٨: غلام، وقال محققوه: إسناده صحيح على شرط مسلم.
(٣٦) أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم ٤٣٢٠، وأخرجه مسلم في صحيحه برقم ١٦٥٦، واللفظ له.
(٣٧) وهم قوم حليمة السعدية مرضعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(٣٨) الحظيرة: هي الموضع الذي يُحاط عليهم، ويقصد الأسرى، انظر النهاية (١/ ٣٨٩).
(٣٩) ملحنا: أي أرضعنا، والملح بالرضاع.
(٤٠) الحارث بن أبي شمر: ملك الشام من العرب.
(٤١) النعمان بن المنذر: ملك العراق من العرب.
(٤٢) عائدته: فضله.
(٤٣) قفل: رجع، انظر النهاية (٤/ ٨٢).
(٤٤) الفرائض: جمع فريضة، وهو البعير المأخوذ من الزكاة، سُمي فريضة؛ لأنه فرض واجب على رب المال، ثم اتسع فيه حتى سُمي البعير فريضة في غير الزكاة، انظر النهاية (٣/ ٣٨٧).
(٤٥) أخرج ذلك البخاري في صحيحه برقم ٤٣١٨، ٤٣١٩، وأحمد في مسنده برقم ٦٧٢٩، وابن إسحاق في السيرة (٤/ ١٠٢ - ١٠٣).
(٤٦) السرح: بفتح السين: الماشية. انظر النهاية (٢/ ٣٢٢).
(٤٧) انظر سيرة ابن هشام (٤/ ١٠٤)، ودلائل النبوة للبيهقي (٥/ ١٩٨).
(٤٨) أحداث هذه الغزوة مستفادة من كتاب اللؤلؤ المكنون في سيرة النبي المأمون (٤/ ١٥٢ - ١٧٢)، للشيخ موسى العازمي مع حذف وإضافة.